تحكيم كرة القدم و التكنلوجية الحديثة

ربما كان عالم كرة القدم أحد أكثر المجالات التي باتت تعتمد على أحدث تقنيات التكنولوجيا والذكاء الصناعي ، بل وتعد صناعة كرة القدم من أكبر الصناعات التي تتخذ زمام المبادرة فى تطبيق كل جديد ومستحدث فى عالم التكنولوجيا والذكاء الصناعى .
ومن أكثر مجالات كرة القدم تأثرا بالتكنولوجيا ، هو التحكيم ويعد التحكيم هو أكثر مجال فى كرة القدم اعتمادا على التكنولوجيا منذ عقود، ليس هذا فحسب بل انه اول انشطة كرة القدم التى اعتمدت بشكل رئيسي مؤخرا على الذكاء الصناعى للوصول الى اعلى وادق النتائج .

الحاجة فى نتائج دقيقة

مع التطور الكبير التي شهدته الساحرة المستديرة على مدار التاريخ واتساع حجم شعبيتها الكبير، بات التحكيم أحد أهم المسائل الشائكة كونه قادرا على حسم مواجهات وتوجيه دفة المباريات والبطولات من فريق لفريق اخر ،وبالتالي فإن أدق تفاصيل يقوم بها الحكم لها تأثير عميق، وكذلك فإن أي خطأ تحكيمي تكون تكلفته كبيرة ويسبب موجة عارمة من الانتقادات .

ومن هنا ظهرت الحاجة الى وجود حلول فعالة تقلل من الأخطاء التحكيمية وتأثيرها ، وذلك في محاولة لإرساء مبدأ العدالة قدر المستطاع بين المتنافسين و تخفيف الضغط عن الحكم ، اذ ان الاخطاء تحدث بسبب لحظية الموقف الذى يمر به الحكم دون وجود إعادات أو متسع من الوقت يساعده على اتخاذ قراره واعادة التفكير بشكل سليم .

التكنولوجيا هى الحل

وفى نفس التوقيت الذي ظهرت فيه الحاجة الى تلافى الاخطاء التحكيمية كان التطور التكنولوجى قد توهج بشكل ملفت للنظر ومن هنا قرر القائمين على الفيفا بمحاولة الاستفادة من هذا التطور التكنولوجى الكبير خصوصا بعد الانطلاقة الكبيرة التي يشهدها مجال الذكاء الصناعي مؤخرا أيضا .
ومن أبرز التقنيات التي تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الصناعى و احدثت فارقا كبيرا فى مجال التحكيم :

  • تقنية عين الصقر : وهى تقنية تتبع الكرة من خلال حوالي سبع كاميرات مثبتة حول كل مرمى من مختلف زوايا التصوير ويكون بداخل الكرة عدة أسلاك و مستشعرات حساسة ولكنها تتحمل الضغط والركل وبمجرد تجاوز الكرة لخط المرمى بكامل محيطها فإنها تقوم بإرسال رسالة مشفرة إلى حكم الساحة فى اقل من ثانية تفيد بأن الحكم تجاوزت خط المرمى . وهو ما أحدث طفرة بسبب الجدالات القائمة بكثرة بسبب ما إذا كانت تجاوزت الكرة خط المرمى بكامل محيطها ام لا .
  • تقنية الفار : وهى من التقنيات المستحدثة والتى باتت حلا سحريا فى العديد من المواقف حيث انها عبارة عدم وجود ثلاثة حكام فى غرفة خاصة يتابعون المباراة من خلال كاميرات مخصصة بزوايا تصوير مختلفة ومتعددة وفى حالة وجوده حالة تحكيمية جدلية فإنهم يتواصلون من الحكم لابلاغه بالمشكلة ويمكن للحكم اعادة اللقطة من خلال شاشة فى الملعب .
  • التسلل التلقائى : وهى التى تم تجربتها فى مونديال قطر 2022 وتعتمد بشكل كلى على الذكاء الصناعي حيث تقوم عدة كاميرات مراقبة نقاط محددة على أجساد اللاعبين لتحديد ما اذا كانوا متسللين ام لا ثم تقوم بارسال اشارات الحكام الفار لترك حرية اتخاذ القرار لهم بعد مراجعته ومن ثم إبلاغ حكم الساحة بالقرار النهائى وكل ذلك فى غضون ثوانى .

في السنوات الأخيرة، دخول التكنولوجيا لعالم كرة القدم بدّل وجه التحكيم بشكل واضح . اليوم صرنا نرى قرارات أكثر دقة وعدالة، وهذا ساعد في تقليل الأخطاء والجدل اللّدي كان يرافق المباريات. ومع كل التطور اللي نشهده في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، أكيد السنوات المقبلة ستحمل مفاجآت جديدة ستجعل اللعبة أكثر إنصافًا ومتعة. كرة القدم كانت وما زالت اللعبة الأولى في العالم، ومع التكنولوجيا مستقبلها يبدوا أوضح وأقوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *